الجمعة، 28 مارس 2014

هل الأشخاص الجميلون أنانيون بالفطرة ؟

إن للناس ذوي الوجوه الجميلة والمتناسقة اكتفاء ذاتياً أكثر من غيرهم وهم أقل ميلاً لأن يكونوا متفاعلين مع الآخرين كما يُظهر أحد البحوث الجديدة .
 
قد يحلم الكثيرون بمواعدة أي من كات موس أو جورج كلوني أو ناتالي بورتمان أو كريستيانو رونالادو... و لكن يظهر أحد البحوث الرائدة الذي يجمع ما بين علم الاقتصاد وعلم الأحياء أن أيأً منهم قد لا يكون شريك الحياة المثالي.

بحسب دراسة تمت مناقشتها أمام تجمُّع للفائزين بجائزة نوبل، فإن الناس الذين لديهم ملامح وجه متناسقة أكثر وبالتالي يعتبرون أكثر جاذبية، لديهم ميل أقل لأن يكونوا متفاعلين مع الآخرين، وميل أكثر لأن يركزوا بشكل أناني على اهتماماتهم الخاصة .

وقد بنى كل من سنتياغو سناتش-بيجز الذي يعمل في جامعتي برشلونة و إيدنبرغ وإنريكي توريغانو من جامعة أتونامو دو مدريد المستقلة آراءهم اعتماداً على تجربة " معضلة السجين " كنموذج للتصرف والتي تم إجراؤها ضمن شروط المختبر. في هذه التجربة هناك لاعبان أعطي كل منهما الخيار بأن يكون إما "حمامة " ويتعاون من أجل الصالح العام أو أن يكون " صقراً"  آخذاً الخيار الأناني مع الفرصة لربح المزيد إذا اختار الآخر أن يكون "حمامة " و قرر التعاون وقد تم تحليل موضوع الوجوه أثناء ذلك .

وجدت الدراسة أن الأشخاص ذوي الوجوه المتناسقة والجميلة كانوا أقل ميلاً للتعاون وأقل ميلا ً لتوقع التعاون من الآخرين.

إن هذا التفسير ربما يكون بحاجة للتطوير، هذا ما يعتقده الرجلان الأكاديميان. بالمجمل على مستوى العقل اللاواعي يميل الناس لاعتبار خاصيات التناسق الفيزيائي كعلامة للصحة الجيدة وكنتيجة لذلك ينظرون إلى الناس الذين يتمتعون بها على أنهم أكثر جاذبية.

وقد أشارت دراسات سابقة  إلى أن الأفراد الذين يتمتعون بوجوه ذات ملامح متناسقة يعانون أقل من غيرهم من الأمراض الخلقية، وهم بالتالي يشكلون شركاء افتراضيين للزواج أفضل من غيرهم، و كنتيجة لذلك تشير الدراسة إلى أن  لديهم اكتفاءً ذاتياً أكثر من غيرهم وهم أقل حاجةً لطلب المساعدة من الآخرين.

و يكتب الاثنان: " بما أن الناس ذوي الوجوه ذات الملامح المتناسقة يميلون لأن يكونوا أكثر صحة وأكثر جاذبية فهم بالتالي أيضاً أكثر اكتفاءً ذاتياً، ولديهم حافز أقل للتفاعل وطلب المساعدة من الآخرين، ومن خلال الانتقاء الطبيعي عبر آلاف السنين لا تزال هذه الخصائص مستمرة إلى يومنا هذا."

و قد عاين الباحثان العلاقة بين مستويات التعاون ومستويات التعرض للتستوسترون أثناء التطور. إن التستوسترون عادة مرتبط بالتصرفات العدائية مثلاً إن الرجال الجذابين واللطيفين جدا ً في التعامل مع النساء لا يشكلون لاعبين عظماء في فريق ما.

يشير الكاتبان أيضا ً إلى أن هذا لا يشكل إلا جزءا ً من الحقيقة حيث أن التستوسترون يمكن أن يعزز تصرفات التعاون والتفاعل. لقد كتبا: "إن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من التستوسترون أثناء مرحلة التطور الجنيني لا يتفاعلون أقل من غيرهم بل إنهم يتفاعلون أكثر من الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات معتدلة. يبدو أن المقدرة على التفاعل و ليس حيازة بعض المكتسبات الشخصية هو مسبب الحالة. "
   
وقد حذر الاثنان من القفز إلى "أبسط النتائج" أي إلى استخلاص أن عدم التناسق في ملامح الوجه و أن مستويات التستوسترون يمكن أن ينبئا بتصرفات الشخص، ولكنهما أشارا إلى أن بحثهما يمكن أن يساعد في تقرير السياسة التي يتم انتهاجها مع عامة الناس، و يمكن أن تكون عاملا ً مصححا ً في القرارات المبنية على أساس اقتصادي صرف .

فقد أشارا إلى أنه: " إذا كان الدافع لتصرفات معينة مثل التدخين والقيادة بسرعة عالية هو جزء من سعيهم لتحقيق حالات داخلية معينة، فإن هذا يقلل من احتمال أن يكون للمثبطات الاقتصادية كالضرائب أو رفع الأسعار أو الغرامات المالية المرتفعة تأثير رادع قوي."  

رابط المقال الأصلي
http://www.guardian.co.uk/science/2011/aug/14/beautiful-people-selfish-nature
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق