الخميس، 20 مارس 2014

العادات السبع للحفاظ على صحتك النفسية


الكاتب: د. غي وانش 
 
كيف تعالج الأذيات النفسية التي تتعرض لها وتصبح أكثر مرونة عاطفية؟

يبدي معظمنا اهتماماً فائقاً بصحته، ونعالج الأمراض التي يتعرض لها جسدنا فور إصابتنا بها. ولكننا في الواقع نعاني من الأذيات النفسية تماماً كما نعاني من الأذيات الجسدية. وللحفاظ على الصحة الذهنية وتحسين المرونة العاطفية علينا باتباع العادات السبع التالية ومعالجة الأذيات النفسية الشائعة حال حدوثها:
1-  استعد توازنك بعد الفشل:
يشوه الفشل إدراكنا إذ يجعل أحلامنا تبدو مستحيلة التحقيق ونشعر أنه ليس لدينا المقدرة على إنجاز المهام الموكلة إلينا. وحالما نغرق في هذه المشاعر يصبح ليس لدينا ما نفعله لنحقق النجاح إذ أن معنوياتنا منخفضة ونكون قد فقدنا الدافع. حاول أن تكتسب عادة عدم "اجترار" المشاعر والأفكار السلبيىة الناجمة عن الفشل وسجل قائمة بنقاط أو عوامل القوة المتبقية لديك مثل المقدرة على بذل الجهد، التحضير الملائم، التخطيط المناسب، إعادة النظر إلى الموضوع من زوايا مختلفة. ثم يمكنك أن تناقش مدى إمكانية تحسين كل عامل من هذه االعوامل. وبفعلك هذا لن تهزم فقط الأفكار الانهزامية بل ستزيد بشكل مضطرد فرص نجاحك.

2-  حاول أن تجد المعنى في حالات الضياع والصدمة:
أحد العوامل الرئيسية التي تميز الناس الذين يستقرون عاطفياً بعد أن يعيشوا تجارب خسارة أو صدمة هو مقدرتهم على البحث عن المعنى فيما مروا به ومحاولتهم استنباط المغزى مما جرى. وبالطبع يستغرق هذا الأمر وقتاً، تماماً كالوقت الذي يستغرقه الحزن والتأقلم مع الواقع الجديد. على أية حال حاول اكتساب عادة البحث عن طرق لمعرفة ليس فقط ما خسرته بل ما ربحته أو تعلمته، وسيساعدك هذا على تقدير حياتك والناس الذين فيها، كما سيساعدك على إجراء التغييرات الجذرية والهامة في حياتك، وسيتيح لك أن تجعل لحياتك قيمة ومعنى وهدفاً حتى إن لم يكن لديك ذلك سابقاً.


3-  لا تستسلم للرغبة في الاكتئاب وإطالة التفكير:
 عندما نطيل التفكير في الأحداث التي جرت لنا وآلمتنا فإننا غالباً لاننته بفهم أكبر أو تصور أ فضل عما حدث. ولكن عوضاً عن ذلك فإننا نخلق سناريوهات غاضبة أو مزعجة تزيد من رغبتنا في الميل للاكتئاب وإطالة التفكير وتجعلنا نشعر بشعور أسوأ. ولذلك مهما تكن الرغبة لإطالة التفكير ملحة وقهرية، حاول أن تكتسب عادة كسر دائرة التفكير هذه حالما تجد نفسك تفكر فيما حدث ولم حدث ذلك. وأفضل طريقة لذلك هي أن تشغل ذهنك بأمور تطلب التركيز، كألعاب الأحاجي مثلاً أو محاولة تذكر جميع المحطات في الطريق إلى المنزل، أو مشاهدة برنامج يثير الاهتمام.


4-غذ احترامك لذاتك:
 احترامنا لذاتنا متأرجح، فأحياناً يكون رضانا عن أنفسنا أكثر من أحيان أخرى. ولكن غالباً ما نصبح منتقدين بشدة لأنفسنا عندما نشعر بالاستياء فنقوم بتهميش ذاتنا وإضعافها في الوقت الذي تكون فيه معنوياتنا منخفضة بالأصل. ولتحسن من صحتك الذهنية حاول دوماً أن تنظر إلى احترامك لذاتك على أنه "جهاز المناعة العاطفية" والذي يحتاج فوراً إلى العلاج عندما يمرض. وأفضل طريقة لاستعادة احترام النفس هي ممارسة "التعاطف مع الذات". عندما تشعر بالانتقاد الشديد لنفسك فكر بما يمكن أن تفعله لو أن صديقاً مقرباً منك يعيش نفس المشاعر. اكتب ما كنت ستقوله له في رسالة مبدياً كل ما يمكن من التعاطف والمؤازرة، ثم اقرأ الرسالة على نفسك كما لو أن أحدهم أرسلها إليك.


-5استعد إحساسك بتقديرك لذاتك بعد الرفض:
إحساسنا بالرفض مؤلم جدًاً، ولذا غالباً ما نحاول أن نرجع السبب في ذلك إلى علة ما بنا. إذ طالما نحن نتألم إلى هذه الدرجة فلابد أننا ضعفاء أو مكروهون أو فاشلون أو...الخ وفي الواقع نحن نتألم من الرفض ليس لأن هناك علة ما بنا بل لأن عقلنا مكبل. وأفضل طريقة للتخفيف من هذا الألم العاطفي واستعادة إحساسك بتقديرك لذاتك هو أن تتذكر صفاتك الشخصية التي تجعلك تحترم ذاتك وتقدرها عالياً كالإخلاص والطيبة والإبداع والجد والاجتهاد...الخ اكتب قائمة بخصالك الحميدة هذه، ثم اختر واحدة أو اثنتين واكتب بضعة أسطر عنهم تتحدث فيها عن أهمية هذه االخصلة فيك.


6 - واجه الشعور بالوحدة بالامتناع عن التصرفات المدمرة ذاتياً:
بقاء الشخص لوحده لفترات طويلة هو أمر شائع أكثر مما نتصور، وله تأثير مدمر على الصحة الجسدية والنفسية. المشكلة أننا حالما نشعر أننا وحيدون فإننا غالباً ما نتصرف بطرق تقلل من احتمال تعرضنا للرفض مجدداً، وذلك بالغرق بشكل غير واع في تصرفات مدمرة للذات وبتخريب الفرص المتاحة لإنشاء علاقات اجتماعية جديدة أو تعميق علاقات موجودة سابقاً. وأفضل طريقة لمواجهة الشعور بالوحدة هو محاولة اكتساب عادة تحديد هذه التصرفات المدمرة وتحديها. اكتب قائمة بالأعذار التي اخترعتها لتتجنب المبادرة في المواقف الاجتماعية مثلاً  "أنا لا أعرف أحداً لم يجب علي الذهاب؟ " أو "لم يتصلوا بي ..لم يجب علي الاتصال بهم؟" أو " إنهم مشغولون ولا يمكنهم لقائي" أو" أنا لا أستطيع أن أقدم نفسي إلى شخص غريب في حفلة كوكتيل"...الخ والآن اصنع قائمة بأسماء الناس الذين قابلتهم واستمتعت برفقتهم في الماضي.  ويمكنك أن تستخدم دفتر هواتفك والفيس بوك وبريدك الالكتروني، ثم اختر واحداً أو اثنين لتبدأ التواصل معهما إلى أن تصل إلى مرحلة تتواصل فيها مع الجميع. تحد نفسك وحاول ألا تخلق الأعذار عندما تشعر أنك متوتر.

7- أزل إحساسك المفرط بالذنب بإصلاح علاقاتك المتدهورة:
 الإحساس المفرط بالذنب يحدث عندما يؤدي تصرفنا أو عدم تفاعلنا كما يجب إلى أذية شخص آخر (غالباً قريب أو صديق عزيز) وهذا الشخص لم يسامحنا على ما فعلناه. وتتعلق هكذا حالات غالباً بأننا لم نعتذر كما يجب أكثر مما تتعلق بأن الشخص الآخر متألم ولا يستطيع تجاوز الموضوع. وفي الواقع العنصر الحاسم في هذه الحالات وهو الاعتذار الكافي يتطلب بالدرجة الأولى "التعاطف". كي يسامحك الشخص الذي تعتذر منه عليك أن تتعلم كيف تعتذر بطريقة فعالة ومؤثرة. وهذه الطريقة هي أن تجعل الشخص الآخر يشعر أنك تفهم تماماً شعوره، كما أنك تفهم كيف أثر تصرفك سلباً عليه. وحالما تكون قد عبرت عن درجة كافية من التعاطف فإن الشخص الآخر على الأغلب سيشعر أن اعتذارك صادق ومخلص وسيسامحك من قلبه، وعندها سيختفي إحساسك بالذنب فوراً.


رابط المقال الأصلي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق