ترجمة: علا ديوب
الغيرة هي إحدى الأمور السلبية التي يمكن أن تتسبب
بانهيار علاقة الصداقة. إذ أن غيرة أحد الصديقين من الآخر يمكن أن تدمر بشكل حتمي
علاقة الصداقة بينهما أو على الأقل يمكن أن تؤثر عليها سلباً. على أية حال عندما
يكون أحد الأصدقاء غيوراً قد لا يرغب بإظهار ذلك، ولكن غيرته ستظهر بطرق غريبة قد
لا يتمكن المراقب العادي من ملاحظتها. إليك هذه النقاط التي تمكنك من تقييم موضوع
الغيرة في صداقاتك:
1-
التجاهل: قد تخبر صديقك بعض الأخبار السارة ولكنه عوضاً
عن أن يتفاعل معك بسعادة تجده يتجاهل الأمر معطياً إياك انطباع أن الأمر "لا
يستحق كل ذلك". فعندما لا يشعر بعض الناس بالرضا عن موقعهم في الحياة تجدهم
يحاولون الحصول على مشاعر أفضل بالتقليل من قيمة ما يحظى به الآخرون.
2-
لا تتمكن من رؤيتهم: عندما يشعر بعض الناس بأنهم تعساء
يفضلون ألا يروا الناس السعداء لأن ذلك يذكرهم بأنهم غير سعيدين ولذا تراهم دوماً
يتذرعون بالحجج لكيلا يلتقوا بك.
3-
يحولون الأمر الإيجابي الذي تتحدث عن إلى أمر سلبي: وهو
أمر يشبه التجاهل ولكن عوضاً عن أن يتجاهل صديقك اخبارك الجيدة فإنه يحاول تضمينها
معنىً سلبياً. فمثلاً إذا أريتهم صورة رائعة لك ولابنك سيقولون لك أجل إن الإضاءة
مناسبة ودقة الكاميرا عالية، أي أن تفاعلهم يشير ضمنياً إلى أن الصورة جيدة ولكن
ليس لأنك أنت وطفلك رائعان بل لأسباب أخرى.
4-
النفاق: أحياناً يحاول الشخص الغيور إخفاء غيرته بإظهار
مشاعر سعادة أو فرح مبالغ بها وهذه المشاعر للأسف تبدو جلية على وجوههم وتظهر
نفاقهم.
5-
يقومون بإحباطك دوماً: فمثلاً إذا قررت العودة إلى العمل
بعد أن أمضيت فترة الامومة في المنزل مع طفلك ترين صديقتك تحاول إحباطك وتقول أن
ذلك سيؤثر سلباُ على طفلك وهذا التصرف يجعلك أماً سيئة. باختصار إن الأصدقاء الذين
يشعرونك دوماً ان قرارتك في الحياة خاطئة ربما قد يفعلون ذلك لأنه يساعدهم على أن
يشعروا بمشاعر أفضل تجاه أنفسهم والقرارات التي اتخذوها في حياتهم.
6-
عدم تقديم الدعم: ويظهر هذا جلياً عندما تعتمد على صديق
ما لتحقيق أحد الأهداف فتجده ينسحب فوراً معتذراً، أو قد يفعل الأسوأ بان يعدك
بتقديم المساعدة ولا يفي بوعده.
7-
عدم التشجيع الدائم: ويحدث هذا عندما يبذل صديقك دوماً
قصارى جهده ليخبرك لماذا لا تستطيع القيام بأمر ما عوضاً عن تشجيعك على المضي
قدماً والمحاولة.
بالمجمل إن كنت في
كل مرة تخبر فيها صديقك بنجاحك أو بخبر سعيد يخصك يتفاعل بطريقة غير ودية أو غريبة
أو رافضة، فإن ذلك يعني أنه يغار منك. على أية حال إن كنت تعاني بعضاً من هذه
التصرفات في علاقتك مع صديقك فلا يعني ذلك بالضرورة انتهاء علاقتكما كلياً وإليك
بعض الأشياء التي يمكنك أن تقوم بها:
1-
تقييم الذات: أعد تقييم الموقف المسبب للغيرة وحاول أن تكون
واعياً لنفسك جيداً. أسأل نفسك هل تتصرف بطريقة تزيد من غيرة الآخرين؟ هل يعيش صديقك
مرحلة صعبة في حياته؟ ألا يجب عليك أن تتفهم مشاعره أو أن تشعر بما يحتاجه؟ إذ أنه
عندما تسير أمورنا على ما يرام فإننا ننسى أحيناً أن بعض الناس ليسوا محظوظين
مثلنا، حاول أن تضع نفسك مكان صديقك لترى لم قد يشعر بمشاعر الغيرة هذه.
2-
تواصل مع صديقك: افتح حديثاً مع صديقك وأخبره أنك تدرك صعوبة
التحديات التي يعيشها وأنك جاهز لمساعدته، ولكنك في الوقت نفسه ترغب بأن يكون
قادراً على الشعور بالسعادة من أجلك برغم ظروفه الصعبة.
3-
قيًم ردة فعله على حديثكما: بعد أن تصبح الأمور واضحة
جداً لكليكما قم بتقييم ردة فعل صديقك إذا كان منفتحاً أثناء الحديث فتلك إشارة
إيجابية، أما إذا أصبح دفاعياً ورفض أن يتحمل مسؤولية تصرفاته فإنك على الأغلب
بحاجة لإعادة تقييم علاقة الصداقة التي تجمعكما.
