الجمعة، 22 ديسمبر 2017

هل أنت أم عاملة؟ إليك كيف يستفيد أطفالك من ذلك

بقلم: ليزا ن. بورباي
ترجمة: ملاك أحمد
مراجعة وتدقيق الترجمة: علا ديوب
التدقيق اللغوي: نسرين محمد



أكدت دراسة عالمية قامت بها جامعة هارفرد للأعمال  Harvard Business School لنا  -نحن الأمهات العاملات- في عام 2015 بأن هناك فوائد يجنيها أطفالنا من عملنا على المدى الطويل رغم كل شيء. فوفقاً لبحث أجرته كاثلين ماكجن وزملاؤها فإن النساء اللاتي كانت تخرج أمهاتهن للعمل يزيد لديهن احتمال: 1-أن يجدن أعمالاً، 2- أن يستلمن مسؤوليات إشراف في هذه الأعمال، 3-أن يجنين مرتبات أعلى من النساء اللاتي بقيت أمهاتهن في المنزل طوال الوقت.
انتظر؛ هناك المزيد!

إن الرجال الذين تربوا في كنف أمهات عاملات يزيد لديهم احتمال أن: 4-يساهموا في الأعمال المنزلية،  5-أن يمضوا وقتاً أطول في الاهتمام بأفراد العائلة. 

في حين أن هذا كله موضع ترحيب -التعزيز الإيجابي لفكرة أن تكون الأم عاملة يمكن أن يفيد أطفالنا في المستقبل- فإن هنالك بعض الفوائد المباشرة لأطفالنا والتي من المريح معرفتها أيضاً، وهي: 

6. يميلون لأن يصبحوا أكثر مرونة:
الروتين مناسب للأطفال، ولكن طفل الوالدة العاملة يعرف أنه في بعض الأحيان يجب تأجيل الأشياء؛ فحل الأحجية يجب أن يتوقف للإجابة على مكالمة هاتفية، وقد تختصر أجزاء من الروتين الصباحي لتتمكن الأم من اللحاق باجتماعها الباكر، ولا محالة ستتأخرين عن موعد عودة الأولاد يوماً ما (أو في بعض الأيام). ولكن ما يتعلمه أطفالنا من هذه التجارب هو أنه في بعض الأحيان قد يضطر المرء للتأقلم مع التغيير، وأنه حتى إن لم يستطع الأب أو الأم تلبية طلباتهم المفضلة في تلك اللحظة؛ فإن الأحجية ستحل، وسيبقى بمقدورهم الحصول على فطور وضمة حنونة، وسيعيدونهم إلى المنزل. ففي نهاية الأمر عندما يعرفون أن بإمكانهم الاعتماد عليك -بغض النظر عن جداول أعمالك المتقلبة-  يمكنهم أن يشعروا بالكثير من الاطمئنان تجاه الأمور الصغيرة.

7. يتعلمون دروساً عن الاقتصاد في وقت مبكر:
كل والدة يطرح عليها أبناؤها هذا السؤال لماذا يجب عليك الذهاب إلى العمل؟ وعندما يفهم الأطفال بأنه من دواعي عملك هو المساهمة المالية في مصروف الأسرة التي يعيشون فيها، سوف يقدرون المصدر الذي تأتي منه الأموال، الأمر الذي يصبح بالمقابل أوقاتاً يمكن استغلالها لتعليمهم عن الميزانية والادخار، كذلك إنهم يتعلمون أيضاً بأنهم جزء مهم من المعادلة: عملهم هو الذهاب إلى شخص آخر ليعتني بهم نهاراً أو إلى المدرسة، بينما عملك هو الذهاب إلى المكتب لتجني راتباً، وكلاكما بحاجة الآخر لتحقيق ذلك. 

8. يحصلون على وقت نوعي أكثر:
أشارت دراسة قامت بها مجلة ماريج أند فاميلي Marriage and Family  عام 2015 إلى أنه سواء كانت الأم تعمل خارج المنزل أم لا، فإن الأولاد ينحون إلى قضاء نفس المقدار من الوقت مع أمهاتهم، والفرق كان في نوعية ذلك الوقت. وذلك لأننا كأمهات عاملات عندما نكون داخل المنزل، نكون داخل المنزل فعلاً وننحو لإعطاء أولادنا وقتنا بالكامل، ويتحول وقتنا قبل العمل وبعد العمل وفي عطل نهاية الأسبوع والإجازات إلى وقت مميز نمضيه مع أطفالنا حيث أننا نحتاج هذه الروابط المميزة معهم كما يحتاجونها. عندما يكون لديك جدول أعمال محدد، فأنت تميلين إلى جعل كل لحظة مع أطفالك ذات قيمة، وهذا الأمر تزداد أهميته في مرحلة المراهقة، عندما يصبح على الأرجح أن الوقت الوحيد الذي تتحدثين فيه مع أولادك هو عندما تكونون منخرطين بنشاط ما معاً.

9. يصبحون مخططين ناجحين:
متابعة لما ذكر في الفقرة 8 هل هناك الكثير من الوقت النوعي ناتج عن الأنشطة التي خططتم لها معاً؟ كم مرة سمعت نفسك وأنت تقولين: "سنتأكد من تخصيص وقت للذهاب إلى المكان الفلاني في عطلة نهاية الأسبوع هذه"؟، "ما هو النشاط المميز الذي ترغبون بممارسته هذا المساء"؟ لا يساعدهم هذا فقط في التخطيط للأمر، بل يمكّنهم أيضاً من إعطاء رأي حول كيف ستمضون وقتكم سوية؛ ما تزال ابنتاي الشابتان تضعان خططاً ل "مواعيد ماما"، ولهذا السبب فإنني سأحضر في هذا الشهر درساً عن التطريز مع إحداهما، وسأذهب في جولة شوكولا مع الأخرى – وكل ذلك هما من خططتا له!

10. يصبحون أكثر استقلالية:
الحقيقة المجردة التي يفرضها نظام عائلتك تعزز جواً يتوقع من الأولاد فيه أن يكونوا أكثر تحملاً للمسؤولية.  فللخروج من المنزل كل يوم يجب أن يساعدوا في تجهيز أنفسهم، الأمر الذي يعني أنهم يجب أن يعرفوا أماكن أغراضهم. وعندما يكونون كباراً بما فيه الكفاية للعودة وحدهم إلى البيت بعد المدرسة، سيكون لديهم بلا شك واجبات، كإخراج الكلب، أو أخذ البريد، أو المساعدة في تجهيز العشاء. في الواقع، تعلمهم هذه المهارات الحياتية باكراً ما قد يحصل في حال نسوا أحذيتهم الرياضية في يوم حصة الرياضة ولا أحد في المنزل ليجلبها لهم إلى المدرسة.