الخميس، 28 أغسطس 2014

نصائح للتعامل مع طفلك خارج المنزل

الكاتبة: د. لورا مارخام
في كثير من الأحيان لا يتصرف الأولاد كما نحب عندما نكون خارج المنزل أو عندما نستقبل ضيوفاً،بل على العكس من ذلك تزداد حماستهم وانفعالهم، وعندما يكون الأطفال في الاجتماعات العائلية فهذا يعني أنهم غالباً خارج نظامهم اليومي وهم متحمسون بصورة خاصة ولذا يمكن أن يشكل سلوكهم تحدياً حقيقياً للأهل. 
والجزء الصعب أنه يجب عليك أن تكون مبدعاً إلى درجة عالية كي تستطيع أن تساعد طفلك على التأقلم بطريقة لا تزعج الآخرين ومما يزيد صعوبة الأمر أنه عليك أن تفعل ذلك أمام مراقبين. مراقبون نتخوف أن يحكموا علينا بأننا آباء سيئون. ولا فرق إن كان من يحكم علينا هو جد أو جدة يتهمنا بالتدليل الزائد لطفلنا أو محاسب الصندوق في السوبر ماركت والذي قد يتمهنا بأننا كسالى أو لا نحسن تربية أولادنا لأنه لو كنا أبوين جيدين فإن طفلنا لم يكن ليتصرف بهذه الطريقة.  أليس هذا صحيحاً؟ كلا إنه غير صحيح! فحتى الأطفال الرائعين سريعي التأقلم لأبوين يثيران إعجابنا لهم تصرفاتهم المزعجة أحياناً.
هل كان ولدك سيتصرف أفضل أمام الغرباء لو أنك مارست سلطتك عليه أكثر؟ ربما ولكن جميعنا يعلم أن أسلوب التسلط الأبوي لا يدعم نمواً عاطفياً سليماً للطفل وهو يدوم فقط طالما أنت قادر على السيطرة الجسدية على طفلك.  بالطبع أنت بحاجة لأن تضع الحدود لطفلك سواء أتعلق الأمر بالقفز على أريكة الجدة أو بالركض في المطعم. ولكن يمكنك أن تضع الحدود لتصرفات طفلك دون أن تلجأ لفكرة العقاب.فعوضاً عن تهديده بالعواقب الوخيمة إن لم يحسن التصرف لم لا تساعده على فهم التصرف الصحيح وتحثه على الرغبة في التصرف على هذا النحو.
وإليك كيف تفعل ذلك:
1- لب احتياجاته الأساسية: لا تأخذ طفلاً متعباً وجائعاً إلى أي مكان. حتى إذا كنت مدعواً لتناول الطعام افترض أن طفلك سيجوع قبل تقديم الطعام وخذ معك وجبة خفيفة. وإذا كنت في السوبر ماركت توجه رأساً إلى قسم الأطعمة التي يمكن أن يتناولها طفلك واشتر له شيئاً ما ليتناوله وأنت تتسوق. وقبل أن تذهبا إلى منزل الجدة دعه يركض ويقفز في الخارج لبضعة دقائق وعبر له عن حبك وهو يقفز ويلعب، إذ أنه كلما شعر بالتواصل معك أكثر كلما كان أهدأ في الداخل.
2- حضر طفلك للحدث القادم: اشرح حتى للطفل الصغير جداً ما الذي سيحدث. صف له مالذي ستفعلانه وكيف تتوقع منه أن يتصرف.
3- ادعه للمشاركة بشكل إيجابي: صف له الموقف واشرح له أي نوع من المشاركة يمكن أن تكون فعالة. " في المطعم سترى النادل يجوب بين الطاولات ليقدم الطعام.  كيف يمكن أن نساعده ليقوم بعمله بشكل جيد". وبينما تناقشان زيارة الجدة يمكن أن تتدربا على إلقاء التحية ومصافحة الآخرين بما يجعل طفلك أكثر ارتياحاً عند اللقاء الحقيقي.
4- كن دوماً حاضراً مع طفلك:  يسيء الكثير من الأطفال التصرف عند زيارة الأقرباء أو في الأماكن العامة  ويعود السبب غالباً لأنهم يشعرون أنهم ليسوا مركز اهتمامنا، وهذا يجعلهم يشعرون بالقلق بعض الشيء ويتصرفون بطريقة يحاولون فيها لفت انتباهنا إليهم من جديد. ولذلك كلما استطعنا الحفاظ على تواصل أكبر مع طفلنا كلما أصبح أكثر هدوءاً في هذه الأماكن.
5- جد طريقة لتجعل طفلك يشارك: بكل بساطة ليس من المنطقي بالنسبة لتطور الطفل الصغير أن يتفرج بهدوء وأنت تتبضع في محل للأدوات المنزلية. إن عمله كطفل صغير هو أن يكتشف العالم من خلال يديه. لذا دعه يلمس الأشياء عندما يكون ذلك ممكناً واسأله بضعة أسئلة: "انظر إلى كل هذه الأحجام المختلفة من المسامير ..انظر إلى هذا المسمار الصغير جداً ..ترى كيف يستخدم." اجعله يساعدك في إيجاد ما تحتاجه ثم ادفع للصندوق واخرج. وهذا سيستغرق وقتاً أكبر مما لو سحبته إلى الخارج بسرعة ولكن بهذه الطريقة ستنتهي من التسوق وكلاكما أسعد كما أنك ستكون قد حفزت طفلك على التفكير.
6- عندما يصبح طفلك ضجراً وغير مرتاح لا تتجاهل الأمر: في هذه الحالات يصبح أغلبنا أكثر قلقاً ويحاولون مغادرة المكان بسرعة. قد نقول لطفلنا: " كدنا ننتهي من التسوق ..اصبر قليلاً ."ولكن الطفل الصغير لا يستطيع أن يفعل ذلك ببساطة. إنه يحتاج مساعدتك ليستعيد توازنه وإلا فإنه سينهار. بطئ من حركتك وخذ نفساً عميقاً. ثم أمض دقيقة في إعادة التواصل معه، يمكن مثلاً أن تضمه أو أن تنظر مباشرة في عينيه أو أن تدندن له أو أن تتجول معه في المكان، وهذا قد يكون كافياً لتحسن مزاج طفلك ولإعطائك الوقت لإنهاء تسوقك وكلاكما في مزاج جيد.
7- جد طريقة لتلبي دوافع طفلك أو لتعيد توجيهها: " هل تريد أن تركض؟"  دعنا نخرج خارج المحل لبضعة دقائق لتركض بما أنك كنت تجلس في السيارة ثم نعود ثانية إلى المحل دعنا نمشي بهذه الطريقة" (تصنع مشية بطيئة مضحكة لطفلك).
8- ابدأ بإظهار التعاطف مع طفلك قبل أن تبدأ بحل مشكلته: حالما يشعر الطفل أنه صوته مسموع وأن هناك من يفهمه فإنه سيصبح أكثر قدرة على تهدئة نفسه. " انت تبدو غاضباً جداً..لماذا؟..ما الذي حدث بينك وبين ابن عمك؟..إذاً أنت غاضب لأن...كيف تعتقد أنه يمكننا حل هذه المشكلة؟"
9- عندما يكون ذلك ممكناً افرض حدودك المعتادة على طفلك مهما قاوم ذلك: فعندما يصرخ طفلك أريد الحلوى ...أرييييييدها" فأنت بالطبع مدرك إلى أي درجة يريد الحلوى، ولكن هذا لا يعني أن تشتريها له ما لم تكن فعلاً تريد شراءها. وعوضاً عن ذلك تعاطف معه وحاول توجيهه نحو نوع آخر من الطعام أكثر فائدة، قد يبكي ويصرخ في المرات الأولى بما يقتضي أن تغادر المحل، ولكنه سيتعلم بالتجربة أنك تشتري له ما يريد من الفواكه عوضاً عن الحلوى.
أما إذا كنت في طائرة أو حافلة للركاب أو في أي مكان لا تستطيع مغادرته فوراً فليس من الملائم أن تجعل طفلك يبكي كثيراً. لذا انس أمر تطبيق قواعد التربية - ولهذا السبب يجب عليك أن تحد من الذهاب إلى هذه الأماكن حتى الحد الأدنى- وعليك حينها أن تشتت له ذهنه عما يريد. فمثلاً إذا أراد أن ينهض ويركض خلال إقلاع الطائرة  فتعاطف معه أولاً: "تريد النهوض؟.هل من الصعب عليك شان تنتظر؟" أخبره متى يستطيع أن يحصل على ما يريد. " حالما تقلع الطائرة في الهواء ستتمكن من النهوض." ثم اجعله ينخرط فيما يحدث "انظر هاقد بدءنا بالإقلاع!"  او يمكنك أن تخرج كتاباً أو لعبة أحضرتها خصيصاً لهذا الوقت " انظر ماذا أحضرت لك...مفاجأة!"
10- خذ طفلك على انفراد: ربما يمكنك أن تأخذه إلى السيارة أو إلى أي مكان بعيد بعض الشيء عن الأعين بحيث لا تزعجكما تعليقات الناس الآخرين، وتتمكن من تطبيق قواعد التربية الخاصة بك. ودوماً أظهر التعاطف والتفهم للأمر الذي يسبب له انزعاجا.ً " أنت تريد أن تركض ولكني أريدك أن تبقى هادئاً...من الصعب أن تبقى هادئاً أعلم ذلك"، وغالباً ما يهدأ الطفل عندما يشعر أن هناك من يفهمه، وعندما ينتهي من البكاء ضمه بين ذراعيك لتجعله يرتاح ويمكن أيضاً أن تناقشا كيف يجب أن يتصرف في هذا المكان في المرة القادمة.
11- هدئ نفسك دوماً: أخبر نفسك دوماً أن الأطفال يتصرفون بطريقة طفولية وأنه لا عيب في أن تتعارض احتياجات طفلك مع أدائك للواجبات المنزلية، والمشكلة الوحيدة هي أن يتسبب هذا التعارض بجعلك والداً أو والدة غير الذي ترغب أن تكونه.  ولذا عندما تشعر أنك تتصرف بطريقة مغايرة لقناعاتك وأسلوبك الأصلي ..توقف..خذ نفساً عميقاً..وابدأ من جديد. أخبر نفسك دوماً أنها ليست حالة طارئة وأن طفلك يتصرف بهذه الطريقة الطفولية لأنه طفل بكل بساطة، بالإضافة لأنه لا مانع من أن يبكي بعض الوقت.
12- جهز جواباً جاهزاً تقوله لأي شخص يراقب الوضع ويدلي بتعليقاته: بالطبع في معظم الحالات يمكنك أن تتجاهل الأشخاص الموجودين وأن تأخذ طفلك بعيداً عن دائرة الضوء. ولكن غالباً ما سيحاول الموظف في المحل أو حماتك التدخل لتلهية طفلك أو إسكاته. ولذا عليك أن تجهز أجوبة جاهزة لتأكد لهم أنه برغم عناد طفلك في الوقت الحالي فإنها ليست حالة طارئة ولا تحتاجهم ليصلحوا طفلك أو يصلحوا الوضع. يمكنك أن تقول جملاً من قبل: "سيكون بخير..فقط دعونا لوحدنا قليلا.."
13- تذكر أن مسؤوليتك الأولى هي طفلك: وعندما يبكي طفلك في الطائرة مثلاً فإن ذلك سيزعج بقية الركاب الذين لهم الحق في رحلة لا يفسدها ببكائه، ولكن تركيزك الزائد عليهم سيقلل من قدرتك على مساعدة طفلك، وغالباً إن لم تستطع مساعدته في حل المشكلة التي يعاني منها فإنه غالباً سيستمر بالبكاء. وفي النهاية بكل تأكيد لا ينصب اهتمام الركاب على تقييمك كوالد أو والدة بقدر ما يهتمون حقاً في الحصول على رحلة هادئة. إذ يعلم الناس أن تصرفات الأطفال لا يمكن التنبؤ بها أحياناً كما أنها تكون غير معقولة في أحيان أخرى، قد يعتقد بعضهم أن الأمر سيحل بطريقة أفضل لو جرت الأمور على طريقتهم، ولكن تخيل كم سيتأثر والديك عندما يجدان طفلك قد هدأ لأنك تعاطفت معه وتفهمت مشكلته.    
ولكن ماذا عن تلك المرات التي سبب لك سلوك طفلك فيها إحراجاً لايمكن تجاهله؟ ربما يمكنك عندها فتح حديث مع والدك أو والدتك لتشرح أسلوبك في التربية عوضاً عن أسلوب القمع ولتبين كيف أنه يساهم في تنشئة طفل ذكي عاطفياً. وبالنسبة للناس الغرباء المتواجدين في المكان لا تقلق... لن تراهم ثانية! يمكنك أن تبتسم لهم قائلاً: "لابأس جميعنا نمر بأيام سيئة أحياناً!"

رابط النص الأصلي:

الجمعة، 8 أغسطس 2014

العوامل الخمسة لتجعلا علاقتكما تستمر طويلاً


الكاتبة: مارغاريت بول   
هل  تعاني علاقتكما من مشاكل؟
نظراً لأني عملت مع آلاف الأزواج خلال ال46 سنة الماضية رأيت لمرات عديدة ما الذي يجعل العلاقات تنجح. وهنا بعض الخيارات التي يمكن أن تحقق تختلافاً كبيراً:

1- عليك أن تتحمل مسؤولية مشاعرك عوضاً أن تتوقع من شريكك أن يجعلك سعيداً.
هل تتحمل مسؤولية مشاعرك الشخصية كالشعور بالأهمية والأمان وبأنك محبوب وسعيد أم أنك تعتمد على شريكك ليشعرك بهذه المشاعر؟ وإذا كنت مقتنعاً بأن شريكك مسؤول عن جعلك سعيداً وآمناً ومهماً ماذا تفعل عندما لا يتصرف كما تريد؟ هل:
  • تغضب وتهاجمه وتلومه؟ أم أنك تنسحب وتجد طرقاً أخرى لتعاقب شريكك؟
  • هل تبذل جهدك لتسعد شريكك مستسلماً للأمر الواقع؟
  • هل تصمت وتصاب بالاكتئاب؟
  • هل تتجه إلى الإدمان لملء الفراغ؟
  • هل تقيم علاقة غرامية؟
هل تساعد أي من هذه الخيارات في بناء علاقتكما؟ لتساعد علاقتكما على التعافي عليك أن تتعلم كيف تحب نفسك وكيف تعتني بمحبة بمشاعرك.

2- هل تظهر اللطف والاهتمام والتعاطف لشريكك أكثر مما تظهر الانتقاد والتقييم؟
هل تعامل نفسك بلطف؟ هل تعامل شريكك بلطف؟ هل تدعمان بعضكما؟ تتعافى العلاقات وتزدهر باللطافة والاهتمام والتعاطف، وتفشل عندما عندما لايكون الشريكين لطيفين مع نفسيهما ومع بعضهما.
كن صادقاً مع نفسك: إلى أي درجة أنت لطيف ومهتم وإلى أي درجة أنت منتقد لنفسك وشريكك. إذا كنت كثير الانتقاد لشريكك فإن هناك احتمالاً بأنك كثير الانتقاد لنفسك أيضاً، إن انتقاد النفس غالباً مايقود إلى انتقاد الآخرين. ومن الصعب للحب أن يزدهر وينمو في هذا الجو.


3- عليك أن تحاول أن تتعلم عوضاً عن أن تتحكم.
في أي لحظة أنت أمام خيارين إحدى خيارين:
  • إما أن تتعلم حب نفسك والآخرين.
  • وإما أن تحاول السيطرة لتحصل على الحب وتتجنب الألم.
وإن اختيارنا بشكل واع لمحاولة تعلم أن نحب ذاتنا والآخرين هو أمر يفيد في تحسين وعلاج المشاكل في علاقاتنا. وأن نختار بشكل غير واع النزوع نحو السيطرة هو أمر يدمر علاقاتنا.
غالباً تحل النزاعات بمودة عندما يحاول كلا الطرفين أن يعرفا أكثر عن أنفسهما وعن الآخر، وتبقى النزاعات قائمة بلا حلول عندما ينزع الطرفان إلى التسلط والسيطرة.

4- هل تعطيان الأولوية لإمضاء الوقت مع بعضكما عوضاً أن تكونا دوماً مهتمين بإنجاز المهمات التي لم تنتهي بعد؟
إن تخصيص وقت لتمضياه معاً فتتشاركان يومكما وتتعانقان أو تمارسان الحب أو تلعبان معاً  فتضحكان و تبكيان سوية هو أمر هام جداً، وكل هذه الخيارات مفيدة لعلاج المشاكل في علاقتكما. إذ أن التركيز فقط على أداء كل المهمات الموجودة على القائمة يمكن أن يكون أمراً مدمراً للعلاقات. وتزدهر علاقة الشريكين عندما يكون هناك وقت للتواصل ويفترقان عندما يعطى أداء المهام والواجبات الأولوية على حساب التواصل. 

5- هل تظهر الشكر والامتنان أكثر من السخط والتذمر؟
إن التعبير عن الشكر والامتنان للأشياء التي تحبانها في بعضكما والتي جعلتكما أساساً تقعان في غرام بعضكما هو أمر مفيد أيضاً لازدهار علاقتكما. إذ أن التذمر سواء من شريكك أو من الأمور التي تحصل معك بشكل عام هو أمر مدمر للعلاقات. تزدهر العلاقات عندما يكون مستوى الشكر والامتنان فيها عالياً وتذبل عندما يكون مستوى التذمر عالياً.
يحاول بعض الناس أحياناً خلق نوع من التواصل عن طريق التذمر من الأشخاص الآخرين أو من المواقف الحياتية ولكن هذا النوع من التواصل يسبب الجروح أكثر مما هو مبعث للحب والألفة.

ختاماً:
إن مفتاح العلاقات العاطفية الناجحة هو التواصل الذي يحدث عندما تتحمل مسؤولية مشاعرك الشخصية وتكون مهتماً ولطيفاً مع نفسك ومع شريكك، وعندما تركز على التعلم والتعرف على نفسك وعلى الآخر أكثر من محاولة السيطرة عليه، وعندما تخصص أنت وشريكك وقتاً كافياً للتواصل مع بعضكما وتعبران عن الشكر والامتنان لبعضكما. 

الرابط الأصلي: