الخميس، 29 مايو 2014

الذكاء الوراثي هو العامل الأقوى في تحديد المستوى الأكاديمي للأولاد

الكاتبة سارة غريفز
نشرت المقالة في صحيفة ديلي ميل بتاريخ 25 تموز 2013

يلعب ذكاء الوالدين  دوراً أساسياً في نجاح الطلاب في المدرسة بحسب ما قال أحد علماء الوراثة البارزين. 


وجد البروفيسور وبرت بلومين من جامعة الملوك البريطانية أن الذكاء الوراثي يمكن أن يساهم ب60% تقريباً من نتيجة الطالب في امتحان الثانوية العامة، بينما تساهم البيئة المدرسية ونوعية التعليم بما لايزيد على الثلث.


وهذه  النتائج أتت من دراسة معمقة على  التوائم، والتي كشفت أن جيناتهم تلعب دوراً أكبر من دور الثقافة التي تلقوها في تحصيلهم الدراسي.


أجرى البحث البروفيسور بلومين من معهد سايكولوجي  في الجامعة والذي ترأس عملية إجراء البحث  على 11000 توءم ولدوا في إنكلترا وويلز بين عامي1994 و 1996 وقد أخبر قسم التعليم بنتائج بحثه.


وقد نشرت صحيفة التلغراف أن الوزراء  وكبار المسؤوولين "يبحثون بجدية" كيفية الاستفادة  من هذه النتائج  لإجراء إصلاحات في النظام التدريسي. 


ويعتقد البروفيسور بلومين أن نتائج بحثه المثيرة للجدل يمكن أن تستخدم بطريقة  إيجابية  لتطوير نظام تعليمي يراعي المهارات الفردية  لكل طفل، والذي هو أفضل من اتباع نظام تدريسي يطبق على جميع الطلاب.


ويعتقد الدكتور بلومين أنه في المستقبل سيتمكن العلماء من إجراء عملية المسح الجيني بحيث يمكن من البداية معرفة الأولاد الموهوبين أو الأولاد الضعفاء أكاديمياً.


ويتميز الأولاد عن بعضهم تلقائياً سواء في أمور الدرس أو الرياضة أو غيرها...ولذلك فإن قراءة جينات الطفل ستساعد الأهل والمدرسين للتنبؤ بقدراته وبالتالي التأثير على تطوره الأكاديمي إيجاباً، كما أن عملية قراءة الجينات تساهم في منع الأمراض.

وقد أخبر البروفيسور بلومين الصحيفة: " إذا استطعنا قراءة  DNA  نستطيع أن  نطور نظاماً تدريسياً لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم. إذ لا أسوأ من أن تجلس في صف ولا تفهم شيئاً ولا تكون قادراً على القراءة، لأن أحداً لم يتمكن من معرفة أنك تعاني من مشكلة ما".


وبناء على نتائج هذه الدراسة يمكن القول أن النظام الدراسي الحالي  فاشل حتماً في تقليص هوة النتائج بين الطلاب الأذكى والأضعف ، ويبدو بناء عليها أيضاً أن البيئة المنزلية تلعب دوراً محدوداً أيضاً.


ويقول البروفيسور بلومين: "إن التفاوت الكبير في علامات الطلاب في الشهادة الثانوية يعود بالدرجة الأولى إلى الجينات أكثر من المدرسة أو البيت."


وقد أخبر التلغراف مصدر مسؤول في قسم التعليم: " مع تطور العلم أكثر فأكثر يصبح وجود المدارس اللامركزية مع أساتذة مميزين يقدمون تعليماً فردياً لكل طالب أمراً أكثر أهمية، وهكذا يمكن للأساتذة أن يتخذوا قرارت حول ما هو الأنسب لكل طفل."


الاثنين، 19 مايو 2014

أعد تكوين ذاتك








الكاتبة: ريبيكا ويبر

نشرت المقالة بتاريخ 6 ايار 2014 في موقع psychology today
 
يحلم العديد منا بمستقبل مختلف تماماً عن واقعنا. قد تحلم بالعيش في منزل فخم في منطقة راقية، أو بأن تودع حياة العزوبية وتتزوج، وربما قد تتمحور أحلامك حول أن تصبح رساماً مشهوراً. ولكن الانتقال من عالمك الحالي إلى عالم الأحلام هو أمر صعب، وأكبر الصعوبات تأتي من المقاومة النفسية الفطرية لإعادة تكوين الذات.
إنه جزء من طبيعتنا على سبيل المثال أن نصرف طاقتنا بشكل أساسي على الواجبات اليومية، وأن تكون قدرتنا على  استقراء المستقبل ضئيلة، وحتى الناس الذين يركزون على أهدافهم المستقبلية يستمرون أحياناً في السعي لتحقيق أهداف يتبين لاحقاً أنها كانت أحلاماً خاطئة. غالباً ما نستسلم عندما يجب أن نبذل جهداً أكبر، ونلح على تحقيق الهدف عندما يجب بكل بساطة أن نتخلى عنه. ولكن إن لم يكن لدينا نظرة أوضح لحاضرنا ومستقبلنا، أو إن لم يكن لدينا طريقة فعالة أكثر لوضع الأهداف والعمل على تحقيقها، يمكن أن ينتهي الأمر بنا بمستقبل لا نريده، مستقبل نشعر فيه كما لو أننا مرضى أو محبطين أوحيدين أو ربما بكل بساطة غير مشبعين.

إذاّ مالذي يجب على الشخص الحالم أن يفعله؟
تقول رافينا هيلسون أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركيلي "علينا أن نعدل هويتنا ونحن نمضي قدماً في حياتنا."  أجرت هيلسون دراسة على 120 امرأة أعمارهن فوق الخمسين لتدرس الصفات الشخصية والتأثير الاجتماعي والتطور الشخصي عندهن، ولتبرهن أنه يمكن للمرء أن يعيد تكوين ذاته في أي وقت، "حتى في سن الستين" تقول هيلسون " يمكن أن يقرر الناس أن يحولوا أنفسهم إلى الأشخاص الذين طالما حلموا بهم!" ولقد وجدت هيلسون في هذه الدراسة عشرات النساء اللواتي أجرين تغييرات شخصية هامة من عمر 60 إلى 70ولكن بالطبع من الحكمة أن تقوم بتكل التغييرات في وقت أبكر.
"لا يمكنك أن تحقق تلك التغييرات في يوم أو أسبوع أو حتى في حالتي خلال اثنا عشر عاماً ونصف." كما يقول آرت ماركمان أستاذ علم النفس في جامعة تكساس في أوستين ومؤلف كتاب التغيير الذكي، إذ يقول:"عليك أن تعطي نفسك الوقت الكافي حتى تحقق فعلياً أهدافك. كما أنه يحذر: "إن لم يكن لديك أهداف طويلة الأمد فأنت معرض لخطر أن تقوم كل يوم بالعديد من الأشياء الصغيرة كتنظيف المنزل وإرسال الإيميلات ومشاهدة التلفاز دون أن تساهم في صنع مستقبل أفضل لنفسك. وهذا يمكن أن يجعلك في النهاية تشعر بالإنهاك وعدم الإشباع. إن الأشياء الكبرى هي التي تعطي الحياة معنى كالأمومة (أو الأبوة) أو أن تصبح خبيراً في مجال ما."
كيف تعرف ما الذي يجب عليك أن تحارب من أجله؟ تخيل نفسك بعمق في المستقبل واسأل: ما الذي سأندم إن لم أفعله؟ يقترح عليك ماركمان أن تفعل ذلك ثم عد إلى الخلف لتتجنب النهاية وهو يقترح "استخدم هذا الأسلوب كطريقة لتنظيم حياتك."

لتصنع مستقبلك عليك أن تكون صادقاً
قبل أن تتمكن من تغيير نفسك عليك أن تعرف من أنت حالياً! على الناس أن يفهموا نقاط قوتهم ومكامن ضعفهم، عليهم أن يفهموا عواطفهم وكيف تسير حياتهم" بحسب ما يقول روبرت ستيفن كابلان عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفرد ومؤلف كتاب ما الذي يجب عليك حقاً أن تفعله. كما يقول" بعد أن يفهم الناس من هم حقاً بإمكانهم النظر إلى العالم من حولهم محاولين ملائمة أنفسهم مع الفرص المتاحة."
وهذا أحد التحديات التي تواجهنا أثناء تقييم الذات: لدى معظمنا ميول نحو الفوقية الكاذبة، فنحن غالباً ما نعتقد أن إمكاناتنا وقدراتنا فوق المتوسط على الرغم من أن أغلبنا ليسوا كذلك. ولهذا يجب عليك أن تكون قاسياً عندما تقيم نفسك، وعندما تقدر الجهد الذي عليك بذله حتى تصل إلى التغيير المطلوب. ناقش أحلامك مع أناس يهتمون لأمرك ويعرفونك جيداً، ومع من تثق بأنه سيكون صادقاً معك حول نقاط قوتك ومكامن ضعفك. فهؤولاء يمكن أن يساعدوك على تقدير مهاراتك وعلى تعين عواطفك الحقيقية بدقة.
إن الخبراء في تغيير الشخصية يؤكدون أننا نحتاج لأن نجد الانسجام بين الأمور التي تهمنا وبين الأهداف التي نسعى لتحقيقها. ولكن غالباً ما تكون خططنا المستقبلية متأثرة إلى درجة كبيرة بآراء الناس الآخرين، إذ يمكن أن تتأثر مثلاً بصديقتك المفضلة الذي تترجاك  تحثك لتنضم إليها للبدء بعمل جديد، أو والدك الذي يريد بشدة حفيداً. هذا الضغط الخارجي يمكن أن يبعدنا عن أهدافنا الحقيقية. "إن لم تخض حالة اكتشاف للذات، وكنت تكتفي بقبول قرارات الآخرين، ستجد نفسك بعد عشر سنوات تقول: لا أعتقد أن هذا الشخص هو أنا" بحسب ما يقوله جون ماير أستاذ علم النفس في جامعة نيو هامبشر ومؤلف كتاب الذكاء الشخصي.
وقد وجد الباحثون في جامعة روشستر أن الناس الذين لديهم دوافع داخلية -أي يعملون على الأشياء التي تحقق لهم الإشباع الشخصي- هم أقل اكتئاباً وأكثر رضى عن أنفسهم من أولئك الذين تحركهم الدوافع الخارجية، والذين يكون همهم الأساسي أن يؤثروا في الناس من حولهم براتب عال أو عمل مهم. كما أن الناس الذين تحركهم دوافع داخلية لديهم احتمال أكبر بأن يحققوا أهدافهم بحسب سلسلة من الدراسات أجراها كين شيلدون أستاذ علم النفس في جامعة ميسوري. إذ وجد أن الناس الذين تنسجم أهدافهم مع شخصياتهم هم الأكثر احتمالاً أن يحققوا تقدماً ثابتاً باتجاه تحقيقها فعلياً لأنهم سيكونون أكثر إخلاصاً في بذل جهد مستمر ودؤوب برغم العقبات والعراقيل.

الأمر أصعب مما يبدو عليه: 

نمضي الكثير من الوقت ونحن نفكر بالمستقبل - حوالي ساعة من كل ثمان ساعات- ولكنا مع ذلك لا نبذل إلا جهداً قليلاً للوصول إلى المستقبل الذي نحلم به. ففي البداية نحن دوماً متفائلون بشكل مبالغ به بما سيأتي. " نتوقع أنه عندما سيأتي المستقبل فإننا سنصبح أشخاصاً أفضل" كما يقول بيغ ستريب مؤلف كتاب أتقن فن الرحيل. ولكن ما يحدث حقاً أنه حتى في المستقبل تبقى شخصياتنا الاعتيادية، ونعاني من نفس المشاكل كالخوف والكسل والمماطلة والتي هي نفسها تتسبب في جرنا إلى الوراء اليوم.

فنحن لا نقوم فقط بالمبالغة بتقدير قدراتنا لنتوصل إلى إعادة تكوين ذواتنا ولكننا أيضاً نقلل من حجم الجهد المطلوب لتحقيق هذا التغيير. فغالباً عندما نفكر بالمكانة الإدارية التي نبتغي الوصول إليها لا نتنبأ بالضغط الرهيب الذي سنتعرض له، كما تجدنا نتخيل أنفسنا ونحن ندندن مع طفلنا دون أن يخطر على بالنا الليالي التي سنمضيها دون أن نتمكن من النوم. كما نحلم جميعنا بأننا نحتفل بالنصر وقلة منا تفكر بالجهد الذي يقتضيه الوصول إلى هذا النصر.
من الصعب أن نتوقع بدقة ما تأثير التغيير أو إعادة تكوين الذات التي سنجريها على حياتنا، ويعود ذلك جزئياً إلى أنه من عيوب نظرتنا للمستقبل أننا عادة لا نمتلك مقدرة عالية على ما يطلق عليه التنبؤ العاطفي. يقول ستريب:" نحن حقاً رديئين في توقع كيف سنشعر في المستقبل." ومن المسجل أننا نتوقع أن الإنجازات والنجاحات ستجعلنا أسعد، ولكن على أرض الواقع نجد أن هذا لايحدث فعليا،ً وذلك لأن الإنسان يتأقلم مع التغييرات في حياته -حتى الكبرى منها- بسرعة ثم يعود إلى مستويات سعادته الاعتيادية. 
ولتصنع أفضل القرارت لمستقبلك عليك أن تتوقف عن تخيل ذلك الشخص "المستقبلي" كإنسان غريب عنك، ولكن عليك أن تراه على أنه أنت. تقول هال هيرشفيلد أستاذة في علم الاقتصاد أجرت أبحاثاً أظهرت أن الناس الذين يستطيعون أن يكونوا أقرب إلى ذواتهم المستقبلية، يتخذون القرارات الأفضل بالنسبة لهم، كادخار مزيد من المال لتقاعدهم مثلاً.

ضع أهدافاً واقعية وخذ خطوات فعلية لتنفيذها:

أتناء تخطيطك لإعادة تكوين ذاتك كن واقعياً قدر المستطاع. "لايجب أن تكون متفائلاً جداً وفي إحدى فترات السعادة لانك ربما ستختار الأهداف الخاطئة" كما يقول بيتر غول ويتزر أستاذ علم النفس في جامعة نييويورك والذي قام بإجراء بحوث على الأهداف من حيث تناسبها مع الهوية الشخصية.
وعليك أيضاً أن تعلم أن أنه على أرض الواقع تكون الأهداف ذات النمط التعليمي أو التفاعلي أكثر واقعية وقابلية للتحقيق من الأهداف التي تحدد الإنجاز المطلوب أو النتيجة. مثلاً يمكنك أن تقرر: "أريد أن أتعلم فن الطهي جيداً" عوضاً عن أن تقرر: "سأصبح طباخاً محترفاً مثل ميشلين ستار."
وغالباً ما ستتطلب منك إعادة تكوينك لذاتك اتباع عادات جديدة إيجابية وبناءة لتخرجك من دائرة الروتين التي كنت تعيش فيها لسنوات.  مثلا إنها الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء وعليك الآن الذهاب لدرس الرسم. إذاً كل ما عليك فعله هو أن ترمي أغراضك في السيارة وتنطلق إلى الدرس عوضاً عن اختلاق الأعذار لتبقى في المنزل.
عندما تجزئ خطة إعادة تكوين ذاتك إلى تصرفات تقوم بها كل يوم فإنك عندها ستدمج أهدافك طويلة الأمد بيومك. يحذر ماير: "إن لم تعمل قليلاً على تحقيق أهدافك كل عدة أيام، فإنك على الأرجح ستخسرها." 
وبينما تدمج جهود إعادة التكوين بمهماتك اليومية عليك أن تكون قاسياً مع نفسك حول الزمن الذي تحتاجه كل مرحلة مفصلية. وهذا سيقلل الاحتمال بأنك ستصاب بالإحباط واليأس بسرعة. إذا لتحقيق الأهداف الطويلة الأمد هناك مهمات تستغرق 30 دقيقة، ومهمات تستغرق أسبوعاً، بينما بعض الخطوات قد تتطلب سنين من العمل الدؤوب.
ومن اللافت للانتباه أن بعض الخبراء يقولون أن بعض الأشخاص الذين لديهم حاجة عارمة للشعور بالنجاح والإنجاز تجدهم على أرض الواقع يتخلون عن طموحاتهم وأهدافهم أكثر من غيرهم! ويعود السبب في هذا إلى أن هؤلاء الناس يكرسون أنفسهم إلى متطلبات الحياة اليومية ولا يوفرون لأنفسهم وقتاً ليعملوا على تحقيق أحلام الغد.
لا يمكنك أن تدير كل شيء في حياتك فهناك بعض الواجبات التي يجب عليك بكل بساطة أن تؤديها، ولكن يمكنك أن تتحكم ببعض العوامل الخارجية وأن تجهز نفسك للنجاح. مثلاً إذا كنت تريد أن تتعلم لغة جديدة ضع الكتاب على طاولة العشاء بقرب صحنك كل ليلة بحيث يمكنك أن تتجه إلى الدراسة حالما تنتهي من تناول عشاءك. 
كما أن الانضمام إلى مجموعات تتضمن أشخاصاً يفكرون بشكل مشابه يمكن أن يساعدك إلى درجة كبيرة أيضاً.  "إن مصاحبة الآخرين الذين لديهم أهداف مشابهة لأهدافك ستزيد من نشاطك ومن انخراطك في العمل لتحقيق هذه الأهداف" بحسب ما يقول ماركمان " كما أن هؤلاء الناس هم مصادر غنية بالمعلومات والحكمة."

توقع الانتكاسات:

إنه الوقت المناسب لتتحكم بتفاؤلك. لدينا مقدار محدد من الطاقة وقوة الإرادة لنستخدمه كل يوم. ولتبقى إيجابياً ومندفعاً عليك أن تجد طرقاً لتحقيق أهدافك. وقد أثبتت الدراسات أن كتابة أهدافك ستزيد من احتمال تحقيقها. إن استخدام مفكرة تسجل عليها كل أسبوع الخطوات التي قمت باتخاذها والمسافة التي قمت بقطعها منذ بدأت بالعمل على هدفك يمكن أن يكون مؤثراً بشكل إيجابي في الحفاظ على قوتك إلى درجة قد تفاجئك.
وعليك أيضاً أن تتوقع العقبات والعراقيل، "من عادة الحياة أن تضع العصي في العجلات" كما يقول ماير. من الخطأ أن نعتقد أن قدرتنا على التحكم عالية جداَ. قد تذهب أفضل خططنا أدراج الرياح وعلينا أن نتعلم تقبل ذلك.

أعد تقييم أهدافك بلا هوادة:

  إن أحلام اليوم قد لا تكون أحلامك بعد سنتين أو ثلاث او خمس سنوات من الآن. وحتى إذا بقيت أهدافك نفسها فربما لم يعد ترضيك درجة التقدم التي تحرزها.
قم كل عام بتقييم مستوى التقدم الذي أحرزته باتجاه تحقيق أهدافك.  بعض الناس يستخدمون أعياد ميلادهم، البعض الآخر يستخدم عطلة الصيف أو بداية العام الجديد لتقييم ما إذا كانوا يسيرون في الاتجاه الصحيح أو أن عليهم أن يغيروا أهدافهم. وقد برهنت إحدى الدراسات التي أجريت على  704 شخصاً بالغاً لمدة ست سنوات أن أولئك الذين كانوا مرنين بما فيه الكفاية لدرجة تتعديل أهدافهم كان لديهم مستويات أعلى من الرضى عن حياتهم.
ولكن بعض الناس يستمرون في السعي لحقيقي أهدافهم لتحقيق أهدافهم على الرغم من انتفاء الدافع لتحقيقها. يقول ستريب: "البشر مفطورون على المثابرة." نحن لا نحب التوقف في منتصف الطريق، ونعتقد أنه من المعيب أن نكتسب سمعة شخص ميال إلى الاستسلام خاصة إذا كانت دوافعنا خارجية. ولكن الموهوبون منا قادرون على تجنب الإحراج المؤقت والتنعم بسعادة طويلة الأمد. يقول ستريب: " يصر بعض الناس على السعي لتحقيق أهداف أو البقاء في مواقع أو الاستمرار في علاقات لم تعد تؤمن لهم أي مقدار من السعادة."
من السهل أن تقع ضحية مغالطة "الثمن المدفوع" بمعنى أنك قد أضعت حتى اللحظة الكثير من الوقت والمال أو الجهد لتحقيق هدف ما مما يجعل من غير المجدي أن تتخلى عنه الآن. ولكن المال والطاقة اللتان صرفتهما على هذا الأمر قد ذهبتا إلى الأبد. في لحظة إعادة التقييم يجب أن يكون اهتمامك ما إذا كنت ستستمر في تضييع مصادر طاقتك على هدف جدوى منه.
كما أننا نسير أحياناً في الاتجاه الخاطئ بسبب خوفنا من الفشل. ولكن "من الحكمة أن نعرف أن الهدف الذي نسعى إليه قد أصبح خارج نطاق اهتمامنا أو حاجاتنا، أو أنه لا يمكن لنا أن نحققه. يقول ستريب: "أحياناً من الضروري جداً أن نتخلى عن هدف ما وعن السعي لتحقيقه."
وعندما تستطيع حقاً أن تعرف من هو الشخص الذي ترغب أن تتحول إليه، ويكون عندك المقدرة على تخيل ذاتك المستقبلية فإن عملية إعادة تكوين الذات تصبح منطقية ومثالية ولا مفر منها.   
هذا النص ملخص لمقالة: