الخميس، 20 مارس 2014

أيتها الأم العاملة: جدي وقتاً لنفسك!

من بين كل النصائح التي توجه إلى الأمهات العاملات تبقى النصيحة الأكثر أهمية أنه يجب عليك العناية بنفسك. إذا أن احتياجات الأم غالباً ما تأتي في آخر القائمة وذلك بعد متطلبات الأولاد ووالدهم وعملها والواجبات التي لا تنتهي.
عزيزتي الأم: لا يوجد وقت كاف في اليوم لفعل كل شيء، ولذلك فإن ركضك الدائم لإنهاء الواجبات المفروضة عليك سيذهب هباءً منثوراً، كما أنه من غير المعقول أن تبقي نفسك دائماً في آخر القائمة. وهنا نطرح بضعة أسباب تبين لم يجب عليك كأم أن تعتني بنفسك:

أولاً: إن لم تكن الأم سعيدة فلا أحد من أفراد العائلة سعيد
عندما تكون الأم متوترة أو منهكة فإن جميع أفراد العائلة سيعانون من ذلك، حتى الطفل الصغير يصبح سريع الاهتياج عندما تكون أمه  ليست على مايرام، والأطفال الأكبر سناً قد يتجاوبون مع وجود أم متوترة في المنزل بمغادرته.
عندما تخصصين ساعة أو ساعتين لنفسك  تقضينها في القيام بأي شيء تحبينه أو يريحك فإن بقية اليوم (أو الأسبوع) ستكون أكثر راحة ومتعة، كما أن عائلتك ستستمتع بالتعامل مع أم أكثر تجدد وحيوية حتى لو تذمروا من غيابك، وكنتيجة نهائية عندما تهتمين باحتياجاتك الشخصية تكونين أكثر قدرة على  تلبية احتياجات  بقية أفراد الأسرة.

ثانياً: التوتر ونقص النوم يجعلانك سمينة
إن التوتر ونقص النوم يحرران هرمون الكورتيزول  في دمك والذي يضاعف تخزين الدهون حول الخصر. لا عجب إذاً أنه من الصعب جداً عليك أن تخسري الوزن الزائد الذي اكتسبتيه أثناء الحمل طالما أنك تستيقظين كل 3 ساعات لإطعام الطفل الجديد!
إنه ليس أمراً محبطاً فقط أن تكسبي وزناً أكثر من وزنك المعتاد، وإنما يزيد هذا الأمر من مخاطر إصابتك بأمراض القلب والسكري والسرطان والتهاب المفاصل بالإضافة إلى أمراض أخرى... ونحن جميعاً نريد أن نعيش طويلاً بما فيه الكفاية لنلعب مع أحفادنا وربما لنراهم يتزوجون أليس كذلك؟
ولذا في المرة القادمة التي يغريك فيها السهر حتى منتصف الليل لتقومي بفرز الملابس المغسولة وترتيبها وإعادتها إلى أماكنها، قومي بالنوم عوضاً عن ذلك. ويكفي حينها أن تلبسي الأولاد ملابس نظيفة .. وبشكل مشابه يمكنك أن تستثمري استراحة الغداء للقيام بالتمرينات الرياضية الأمر الذي قد يعطيك دفعة من الطاقة ويجعلك أكثر نشاطاً في المساء.

ثالثاً: هناك أناس آخرون قادرون على فعل ذلك أيضاً
تقع الكثير من النساء في مصيدة "السوبر وومن" أو"المرأة الخارقة" معتقدات أنهن قادرات على تحمل مسؤولية كل شيء لأنهن الوحيدات القادرات على القيام بالمهمات بالطريقة الصحيحة. اتباع هذا المنطق يرهقك في العمل بالإضافة إلى أنه يجعلك لا تمنحين ما يكفي من الثقة لبقية أفراد عائلتك. والأسوأ من ذلك أنه يمنعهم من تعلم المهارات التي تساهم في تخفيف الحمل عن كاهلك وتجعلهم أكثر أهلاً للمسؤولية.
جربي ترك الأولاد مع والدهم أو حتى جدهم في صباح يوم سبت حيث تتناولين وجبة طعام مع زميلاتك. ربما لن يقوم والدهم بتغيير الحفاضات بالطريقة التي تقومين بها بذلك عادة وقد لايقوم بإطعامهم وجبات متوازنة غذائياً كما تفعلين أنت، ولكني أراهنك على أنهم سيمضون وقتاً ممتعاً كما أن الأب سيشعر بالفخر لأنه قدم لك مساعدة، أما الأولاد فسيتعلمون الاستقلالية عندما يكتشفون أنهم يمكن أن يكونوا بخير دون أن تلازمهم أمهم طيلة عطلة نهاية الأسبوع.
وفي العمل ابحثي عن موظف أحدث سناً يبحث عن مزيد من الخبرة يمكنك أن توكلي إليه بعض المهام. ومرة ثانية نقول أنه لن ينجز المهمة بالطريقة التي تقومين بها بذلك ولكن ذلك سيمنحك مزيداً من وقت الفراغ الذي يمكن أن تمضيه كما تحبين، كما أنك ستقومين بالإشراف على شخص ما سيكتسب خبرة من العمل الذي يقوم به.

رابعاً: تستحق الحياة أن نعيشها
هذه هي حياتك الآن.. هل ترغبين بإمضائها وأنت تهرعين لإنهاء قائمة الواجبات التي يجب عليك إنجازها أم ترغبين بإمضائها بإمتاع نفسك؟ لا تقعي في فخ أنك ستشعرين بالراحة عند الوصول إلى آخر قائمة الواجبات لأن المزيد من الواجبات سيظهر دوماً. لذا وعوضاً عن ذلك قومي بكل حزم بإعطاء الأولوية لبعض الواجبات وتأجيل تلك التي لا تستدعي القيام بها فورياً إلى وقت آخر.
إذا كنت تجدين صعوبة في إيجاد وقت لنفسك ابدئي بوقت قصير جداً. دعينا نقول أنك دوماً كنت تحبين التأمل، إذاً استيقظي أبكر من موعدك المعتاد بخمسة دقائق تأخذين فيها نفساً عميقاً وتمضينها في التأمل. وإذا كنت ممن يفتقدون  ممارسة الرياضة بانتظام نظمي جدولاً يتيح لك المشي مرة في الأسبوع في استراحة الغداء، إذ أنه في حال كان وقت المشي موجوداً على  جدولك يمكنك عندها أن تنظمي أعمالك الأخرى قبله وبعده.
وفي المرة القادمة التي تمتلكين فيها وقتاً إضافياً لا تملئيه بواجبات إضافية، وعوضاً عن ذلك.. خذي نفساً عميقاً فقط!

عن موقع www.about.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق