الخميس، 20 مارس 2014

كيف يشعر الآباء بالأبوة؟

الكاتب: آلان بويل

تتعلق مشاعر الأبوة لدى الرجل إلى درجة كبيرة بالتغيرات الهرمونية التي تجري في دماغ الأب. هذا ما خلصت إليه مجموعة كبيرة من الأبحاث المهتمة بمعرفة الأسباب العصبية والهرمونية لمشاعر "الأبوة". 

يقول جيمس ريلينغ عالم الأنثروبولوجيا في جامعة إموري والمختص بدراسة الاسباب العصبية للتصرفات الاجتماعية: "تجعل هرمونات الحمل الأمهات يبدأن بالإحساس بمشاعر الأمومة. كما أنه عند الولادة يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين والذي يتحرر أيضاً عند الإرضاع، الأمر غير الموجود عند الآباء."

يدعي هرمون الاوكسيتوسين "بهرمون الحب" رغم أن تأثيراته أحياناً ليست بتلك اللطافة. ويعتقد أن هرمون الأوكسيتوسين يزيد الروابط بين الأم وطفلها حديث الولادة. ولكن ماذا عن الآباء، كيف يتشكل شعور الأبوة لديهم بما أنهم لا يحملون ولا يرضعون؟؟  لقد تبين أن تفاعل الآباء مع أبنائهم يفرز مستويات متقاربة من هرمون الأوكسيتوسين مع تلك التي يتم إفرازها عند الأمهات.

كما أظهرت الدراسات أن الآباء المتفاعلين عاطفياً مع أولادهم يعيشون أنواع أخرى من التغيرات الهرمونية: مستويات أقل من هرمون التستوسترون العدائي، ومستويات أعلى من الهرمون الذي يفرز عند النساء أثناء الأرضاع وعند الرجال بعد الوصول إلى النشوة الجنسية، مستويات أعلى من هرمون فازوبروسين وهو هرمون يعطي مشاعر مشابهة لمشاعر القلق المرتبطة بالأمومة.
لقد تبين أن الآباء يتعرضون لنفس الإفرازات الهرمونية التي تتعرض لها الأمهات ولكن الأمر عند الآباء هو أمر نسبي ويتعلق بدرجة التفاعل مع الأبناء.

قام طبيب الأمراض النفسية جيمس سوين في جامعة ميغان بتحليل كمية كبيرة من البيانات ليكتشف كيف يستجيب دماغ الأمهات والآباء لبكاء أطفالهم ولبكاء الغرباء. وقد اكتشف هو وزملائه أن الاستجابة في أدمغة الآباء لاتحدث بالسرعة نفسها التي تحدث في أدمغة الأمهات.

" ربما يكون هذا هو التفسير الفيزيولوجي لأن الآباء يتقلبون في فراشهم عندما يبكي طفلهم ذو الثلاثة أسابيع من العمر."  كما يقول سوين "على أية حال بعد مرور4 أشهر يبدو الآباء وكأنهم قد تعلموا الاستجابة المناسبة للأمر!" كما أن هناك بعض الدلالات التي تشير إلى أن أنماط التغيرات في أدمغة الآباء الذين يمكثون في المنزل لوقت طويل هي مشابهة للتغيرات التي تجري في أدمغة الأمهات.
"البشر يمتلكون مشاعر الأبوة بالفطرة، وهذا يعني أن بإمكان الأمهات أن يحصلن على المساعدة." 

يقول ريلينغ "في بعض الحضارات الأب هو من يقدم المساعدة، وفي حضارات أخرى الجدة أو العمات أو الأولاد الأكبر سناً هم من يقدمون المساعدة. ويبدو الآباء مهمين في عملية التربية خاصة في المجتمعات الغربية المتطورة كما في مجتمعات الولايات المتحدة الأمريكية لأن هناك الكثير من الناس الذين يعيشون كما لو أنهم في جزر منعزلة بعيداً عن كل أقربائهم. الأمر الذي يرفع حجم الجهد المبذول الذي يجب على الأب القيام به."

رابط المقال الأصلي:
www.snsanalytics.com/ydmwy9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق