الخميس، 17 أبريل 2014

لماذا يعمل المبرمجون في الليل؟


هناك قول شائع بأن المبرمجين آلات تحول الكافيين إلى كود! ولتتأكد أكثر اسأل أي مبرمج تصادفه عن الفترة التي يكون أداؤه فيها أفضل، وهناك احتمال كبير بأنه سيخبرك بأنها في الليل، قد يكون بداية الليل أو منتصفه أو في آخر الليل.  هناك نزعة شائعة لأن يستيقظ المبرمجون في الساعة الرابعة فجراً لينجزوا بعض العمل قبل أن يبدأ جنون النهار، بينما يذهب آخرون للنوم في الساعة الرابعة.
وغاية الحكاية في ذلك هي تجنب المقاطعات، ولكن يمكنك أن تغلق عليك الباب لتتجنب مقاطعة الآخرين لك، فما هو المميز أثناء الليل؟
أعتقد أن الحكاية تتلخص في ثلاثة أمور: نظام المنتجين، الدماغ في حالة النعاس، وشاشات الكمبيوتر الساطعة.

نظام المنتجين  :
كتب بول غراهام عن هذا النظام في عام 2009 : هناك  نوعان رئيسيان من الأنظمة في هذا العالم: نظام الإداريين التقليدي المقسم  إلى ساعات، حيث يكلفك ضياع عشر دقائق من الوقت عمل ساعة على الأكثر، والنظام الآخر نظام المنتجين.
 لقد شبه أحدهم العمل على منظومة فكرية مجردة كبيرة ومحاولة إيضاح تلك الأفكار في ذهنك ببناء بيت من الكريستال وحالما يقاطعك أحدهم ينهار هذا البيت بسرعة ويتكسر إلى آلاف الأجزاء. ولهذا السبب يكون المبرمج في قمة الانزعاج عندما يقاطعه أحدهم.
و بسبب حالة التوظيف الذهني العالية هذه فإن المبرمج ببساطة لا يستطيع العمل حتى يستطيع أن يتوقع مرور عدة ساعات بدون أن يقاطعه أحدهم، إذ أن الأمر لا يستحق أن يبدأ ببناء النموذج في ذهنه ليصار إلى تهدمه بعد نصف ساعة من العمل.
وإذا تحدثت إلى العديد من الأشخاص الذين يعملون في المؤسسات ستجد ببساطة أنهم لا يستطيعون إنجاز أي عمل أثناء النهار، فسيل المقاطعات المستمر والأمور الهامة التي يجب أن يطلعوا عليها ويرسلوا ردودهم عليها أيضا لا يسمح بذلك، ولذا يقومون بأداء معظم أعمالهم في الليل عندما يكون الجميع نائمين.

الدماغ في حالة النعاس :
ولكن حتى المبرمجين يجب أن يناموا في الليل. فهم ليسوا نوعاً فريداً من البشر، بالإضافة إلى أن المبرمجين يشعرون بدرجة أعلى من التنبه أثناء النهار.
لماذا إذا ً ينجزون أعمالهم الذهنية المعقدة عندما يريد دماغهم أن ينام ويؤدون مهماتهم البسيطة وذهنهم بقمة نشاطه؟ في الواقع يعود السبب إلى أن كونهم متعبين فهذا يجعلهم مبرمجين أفضل!
حيث أن أقل كمية من العمل يتم إنجازها بعد شرب الكثير من الشاي، أوبعد الوقت القصير المخصص لشرب مشروب الطاقة إذ أن ذلك يجعلهم مفرطي النشاط: في هذه اللحظة يتصفحون تويتر، وفي التالية يتتبعون آخر أخبار الهاكرز، ويبدو الوضع كما لو أنه حالة من اللف والدوران في المكان.
قد يفكر المبرمج: " سأعمل بشكل أفضل، يالهذه الطاقة الهائلة، يالهذه القدرة الدماغية اللامتناهية " ولكن عوضاً عن ذلك سيجد نفسه يدور في حلقة مفرغة لأنه لا يستطيع التركيز أكثر من ثانيتين في كل مرة.
وعلى العكس عندما يكون المبرمج متعباً بعض الشيء، فإنه فقط يجلس ويبرمج، إذ أنه بذهن متعب بعض الشيء يستطيع أن يبرمج لساعات دون أن يفكر بتصفح تويتر أو فيس بوك، كما لو أن الانترنت لم يعد موجوداً.
في الواقع هذا الكلام صحيح وينطبق على معظم المبرمجين، إذ لديهم فائض من المقدرة الدماغية لحوالي 80%من المهمات التي يعملون على إنجازها تقبلوا هذه الحقيقة. فكتابة تلك الخوارزمية المهمة يتطلب عشرة أضعاف الكود اللازم للخوارزميات الأخرى لتنشئ لها بيئة العمل التي ستعمل بها، حتى لو كنت تعمل على أحد تطبيقات تعليم الآلة الأكثر تقدماً (أو أي شيء يمكنك تخيله) فإن أغلب الجهد سيتركز على تنظيف البيانات وإظهار النتائج بطريقة ملائمة).
وعندما لا يعمل عقل المبرمج بكل طاقته فإنه يبحث عن عمل ما ليقوم به، وأن يكون متعباً يجعله غبياً بما يكفي 
ليقتنع بأن المهمة التي تقوم بأدائها الآن كافية!

 شاشات الكمبيوتر الساطعة :
هذه سهلة جداً: ابق محدقا ً إلى مصدر ضوئي في المساء دورة نومك ستتأخر، ستنسى أنك متعب حتى الثالثة صباحاً، بعدها ستستيقظ في الحادية عشرة صباحاً، وعندما يأتي المساء لن تشعر بأنك متعب إذ أنك لم تستيقظ حتى الحادية عشرة صباحاً!
وتكرار ذلك لعدد كاف من المرات سيدفع بك بالضرورة إلى دورة زمنية مختلفة، وما هو ملفت أكثر في الأمر أن هذه الدورة الزمنية الجديدة لا تستمر بالانزياح، إذ أنك حالما دخلت ضمن ذلك النظام المتمثل في الذهاب 
إلىالنوم في الثالثة أو الرابعة صباحاً فإنه سيصبح عندك ميل كبير لأن تستمر بذلك.

خاتمة:
وكخلاصة يعمل المبرمجون في الليل لأن ذلك لا يفرض قيوداً على الوقت الذي يجب عليهم فيه أن يتوقفوا عن العمل مما يجعلهم مرتاحين أكثر أثناء العمل. كما أن دماغهم لا يكون في حالة بحث بشكل دائم عما 
يشتت تركيزه، بالإضافة إلى تأثير شاشة الكمبيوتر الساطعة التي تبقيك مستيقظاً

رابط النص الأصلي:
http://swizec.com/blog/why-programmers-work-at-night/swizec/3198

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق