الاثنين، 5 أغسطس 2019

جمالٌ خاصٌ

بقلم: جوزف مازيلا
ترجمة: لوسين معنا
مراجعة الترجمة: علا ديوب
التدقيق اللغوي: نسرين محمد


كنت في السابعة عشرة من عمري عندما ذهبت برحلة مع عشرات الفتيان الآخرين إلى ولاية أيوا لزيارة كلية كنت أفكر في ارتيادها. مع أن الرحلة كانت ممتعة في معظمها، الا أنني عندما أصبحت هناك شعرت بالإحباط والوحدة والعزلة. اشتقت لعائلتي وأدركت أنني لن أستطيع رؤيتهم كثيراً إذا ارتدت هذه الجامعة. كنت مشتاقاً أيضاً لجبال الأبالاش في بلدتي، فقد كن أحبُّ المشي في غابات القيقب والبلوط والزان والبتولا والجوز فيها، وكنت أحبُّ كيف تتحول الأوراق إلى آلاف الدرجات من اللون الأخضر في الربيع، ومن ثم تتحول إلى بحر من الأحمر والذهبي والبرتقالي في فصل الخريف، وكنت أحبُّ رائحة البرسيم والعدد الذي لا يحصى من الأزهار البرية التي تنمو في مروجنا؛ كانت هذه الأشياء جزءاً مني.

هنا في ولاية أيوا كان كل شيء مسطّحاً، بدا العشب محترقاً وبني اللون، وكل ما استطعت شمه كان خليطاً من رائحة الذرة والوحل والخنازير. مشيتُ خارج عنبر الكلية وجلست على جذع شجرة قديم، أغمضتُ عيني وحلمت بالعودة إلى بلدتي مجدداً، وعندما فتحتهما في النهاية، رأيت شيئاً لمس روحي، كان منظر الغروب عن البراري، بدا وكأنه يفترش السماء من الأفق للأفق حيث امتزجت الغيوم الذهبية والحمراء والأرجوانية والوردية وانسابت معاً في لوحة من صنع الخالق. كانت لوحة ضخمة لدرجة أنها خطفت أنفاسي، وجعلت منظر الغروب في جبالنا يبدو قليل الجمال بالمقارنة معها. كنتُ مملوءاً بالدهشة وشعرت بقربٍ فريدٍ من الله، أدركتُ أيضاً أنني كنت أحمقاً وانتقادياً، إذ لهذا المكان جماله الخاص أيضاً، وهو جزءٌ من إبداع الخالق.

ومع مرور السنين تعلّمتُ شيئاً آخر، وهو أنه لكل منّا جماله الخاص كذلك، لدى كل واحد منا مواهب وقدرات فريدة من نوعها، لدى كل منا حبٌ جميل وقويٌّ بإمكاننا فقط أن نتشاركه، ويريدنا الله أن نتشاركه. أتنمى أن تفعلوا ذلك دائماً، وأتمنى لكم حياة مشرقة دائماً، وأتمنى أن يتألّق الحب في أرواحكم كتألّق الغروب عن البراري.

المصدر:  هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق