الخميس، 7 يونيو 2018

فأرة البحر

بقلم: آني ماكماهون
ترجمة: ملاك أحمد
مراجعة الترجمة: علا ديوب
التدقيق اللغوي: نسرين محمد


ولدت فأرة صغيرة بين كيسين من حبوب الذرة ضمن حمولة سفينة شحن. طاردوا أمها حتى اختفت وغابت عن ناظريها. جزعةً تكورت الفأرة الصغيرة على نفسها بين الأكياس وانتظرت. هزت الأمواج السفينة بلطف فغطت الفأرة الصغيرة حالاً في النوم.

أجفلها صوت بوق عالٍ وأيقظها من أحلامها.  توقفت السفينة، وسمعت العديد من الأصوات مع وقع خطىً ذهاباً وإياباً.

وقفت الفأرة ساكنة وقلبها يخفق كقرع الطبل، إلى أن قام أحدهم برفع أحد أكياس الذرة صارخاً: "ماركوس، ناولني المكنسة. لقد وجدت فأرةً أخرى!"

وعندما التفت لينظر إلى الفأرة ثانيةً، كانت اختفت،  فقد بدأت تشق طريقها إلى خارج القارب متحركةً بين أرجل الناس إلى أسفل الدرج ومنه إلى رصيف الميناء. داس أحدهم على ذيلها، لكنها تمكنت من الهروب.

توقفت الفأرة الصغيرة عن الركض ونظرت حولها. بدا لها ملمس الرمال الدافئة جيداً تحت أقدامها. هبت رياح البحر المالحة بنعومة بين أذنيها حاملة معها أحاديث الدلافين وصراخ النوارس.

أصبح باستطاعة الفأرة رؤية السفينة من بعيد. وقفت تشاهدها، بينما بدا البحارة بحجم حبات الذرة وهم يصعدون ويهبطون على السلم حاملين صناديقاً خشبيةً وأغراضاً أخرى.

انتبهت الفأرة الصغيرة كم هي جائعة، قضمت بعض العشب البحري وبصقته. كانت محظوظةً بما فيه الكفاية لتجد توتةً لذيذة ممتلئة بالعصير لتملأ معدتها الصغيرة. تمهلت قليلاً لتشاهد الشمس وهي تغرب عاكسة على البحر ملايين الألوان، ثم تثاءبت.

 مستعملةً قطعةً من الإسفنج البحريِ كوسادة، تكورت الفأرة الصغيرة على نفسها في صدفةٍ فارغةٍ، وغطت في النوم. وكانت هذه بداية حياتها الجديدة كفأرة بحر.
المصدر: هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق