الاثنين، 22 يونيو 2015

هل يكره طفلك مشاركة الأطفال الآخرين بألعابه؟ إليك الأسباب والحلول

 الكاتبة: ريبيكا غرابر
ترجمة: علا ديوب

من أهم الأمور التي يتم تعليمها للأطفال منذ نعومة أظفارهم هي اللعب سوية بشكل متناغم، الأمر الذي تتم عادة ترجمته إلى تعليمهم المشاركة. وإذا حدث ورأيت عدة أطفال في سن ما قبل المدرسة يلعبون في صندوق الرمل، فلابد أنك وجدت أنه حتى في حال وجود عشرة ألعاب فإنهم سيختارون لعبة واحدة وسيتشاجرون بسببها.

ولكن برغم ذلك لا يجب أن يكون تعليم المشاركة هو الهدف الأساسي للتربية في سن ما قبل المدرسة. إذ هناك الآن حركة تربوية جديدة تنهي الآباء عن تعليم أو فرض فكرة المشاركة على أبنائهم.



تقول د. لورا ماركام مؤلفة كتاب >>آباء متفهمون، أبناء سعيدون<<  "إن إجبار الأطفال على المشاركة لا يعلمهم الدرس الذي نريد أن تعليمهم إياه فالهدف الذي نطمح إليه هو أن يصبح أبناؤنا أشخاصاً كرماء قادرين على الإحساس بحاجات الآخرين والتجاوب معها. ولكن في مرحلة الطفولة المبكرة لا يكون الأطفال قادرين على التجاوب إلا مع احتياجاتهم الشخصية فقط، والتي تشمل في هذه المرحلة اللعب والتحرك في مجتمعاتهم." وتتابع د لورا " نحن لا نريد لأطفالنا أن يعتقدوا أن عليهم مقاطعة ما يفعلونه لإعطاء شيء ما لطفل آخر فقط لأنه يريد ذلك."

وبحسب رأي د. لورا فإن إجبار الأطفال على المشاركة والالتزام بالدور سيجعلهم يفكرون كالتالي:

1-    إذا بكيت كثيراً فإنني سأحصل على ما أريد حتى لو كان طفل آخر يريده.
2-    إن الوالدين هما المسؤولان عن توزيع الأدوار، وذلك يعتمد على أهوائهما الشخصية وعلى مقدار احتجاجي وبكائي للحصول على الدور من جديد.
3-    أنا وشقيقي في منافسة مستمرة لنحصل على ما نريد، إنني أكرهه.
4-    أعتقد أني شخص جشع ولكن هذا ما يجب علي أن أكونه لأحصل على ما أستحقه.
5-    من الأفضل ان ألعب بسرعة لأني لن أحصل على هذه اللعبة لفترة طويلة.
6-    لقد ربحت! ولكنني سأخسر حالاً! من الأفضل أن أبدأ بالاحتجاج والصراخ بصوت عال عندما يأتي دور أخي حتى أحصل على دوري بسرعة أكبر، إذا أزعجت والداي سأنال بسرعة ما أريده.

إذاً ما الذي يمكننا فعله؟
تقول د لورا: "يجب أن نعطي طفلنا الأدوات للتعامل مع هذه المواقف. نريد لطفلنا أن يلاحظ أن طفلاً آخر يرغب بدور له في اللعبة وأن يعطيه هذا الدور، كما أننا نريد له أن يتحكم بأعصابه عندما تكون اللعبة مع طفل آخر فلا ينتزعها عنوة، وإنما يستخدم لغة الكلام للإعداد لاتفاقية تمكنه من الحصول على دور في وقت لاحق."

عندما نعلّم أطفالنا أنه ليس من الضروري أن يشاركوا لعبتهم فوراً، وأن ليس هناك من يقف ليقول لهم أن دورهم انتهى فإنهم سيلعبون بحرية أكبر. "إن الطريقة التقليدية المعتمدة على تقسيم الأدوار في اللعب بين الأولاد لا تسمح لهم بالاستغراق في اللعب، كما أنها تحول علاقة الأخوة إلى علاقة تنافس وتقلل من حجم الحب فيها." إذ بحسب رأي د. لورا " المشاركة الإجبارية تمنع أياً من الشقيقين من اختبار شعور الكرم الناجم عن الشعور بالاكتفاء والرغبة في العطاء."

 نصائح للأهل والمدرسين:
تقول د. لورا: "إني أشجع تبادل الأدوار النابع من الذات حيث يقرر الطفل كم من الوقت يرغب باللعب ومن ثم يعطي اللعبة لطفل آخر بقلب مفتوح." تعتقد د لورا أن هذه الطريقة ستسمح للطفل بأن يختبر شعور الرضا النابع عن جعل شخص آخر سعيد، كما أنها ستعلمه الكرم بشكل غير محدود، كما أن هذه الطريقة ستجعل الأطفال يفكرون كالتالي:

1-    يمكنني ان أطلب ما أريد، في أحيان سأحصل عليه فورا،ً وفي أحيان أخرى سيتوجب علي الانتظار.
2-    لا أحصل على كل شيء أريده، ولكنني حصلت على شيء أفضل وهو مساعدة والدي وتفهمهما عندما أكون منزعجاً.
3-      لا مانع من البكاء، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أني سأحصل على اللعبة.
4-    أستطيع الحصول على لعبة أخرى عوضاً عن هذه اللعبة ويمكنني الاستمتاع بها، إني مع الوقت أتعلم كيف أجعل الانتظار أكثر متعة.
5-    إني أحب شعور أن يعطيني أخي اللعبة، إني أحبه.
6-    إنني أستطيع اللعب بلعبتي قدر ما أشاء وعندما أنتهي سأعطيه إياها. في الواقع هذا يعطيني شعوراً بالسعادة ... أجل أنا إنسان كريم!

وكنتيجة نهائية فإن الطفل الذي يتعلم الصبر والتعاطف مع الغير يمكن أن يكون أفضل في مواجهة المشاكل الحياتية في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق